تميزت السنوات الست التى خاضت مصر خلالها حربا واسعه للاستنزاف على طول
الجبهه العسكريه من اسرائيل ؛تميزت بنشاط بحرى واسع اضطلعت فيه البحريه
المصريه بكافه فروعها بعبء الدفاع عن حدود مصر ومياهها الاقليميه من جهه
والقيام بعمليات واسعه داخل المياه الاقليميه للعدو الاسرائيلى؛ فكانت
عمليه اغراق المدمره ايلات فى اكتوبر سنه 1967 ومن بعدها اغراق الغواصه
داكار فى يناير سنه 1968 ثم جاءت بعدها عمليه تسلل رجال الضفادع البشريه
المصريه الى ميناء ايلات وضربه ثلاث مرات متتاليه لتتوج جهود رجال البحريه
المصريه وتسجل لهم مجدا من فخار فى تلك الفتره الصعبه من تاريخها .
وبعيدا عن المياه الاقليميه المصريه انطلق رجال الضفادع البشريه المصريه
يحملون معداتهم والاتهم صوب المياه العميقه اما سواحل ابيدجان بساحل العاج
بغرب افريقيا حيث كانت المخابرات المصريه ترصد بحرص شديد الحفار (كيتنج)
الذى استاجرته اسرائيل ليعمل فى حقول البترول المصريه بالبحر الاحمر والتى
استولت عليها عقب حرب سنه 1967 وذلك فى محاوله لاجبار المصريين على قبول
احد الامرين : اما ان تقوم اسرائيل باستنزاف البترول المصرى امام اعين
المصريين واما ان يرفض المصريين ذلك ويحاولون مهاجمه حقول البترول المصريه
الاسيره والتى تديرها اسرائيل لصالحها وهو ما كانت تريده بالضبط لكى تتخذ
منه ذريعه لمهاجمه حقل (مرجان) البترولى الحقل البترولى الوحيد الباقى فى
يد مصر حتى يحرم الجيش المصرى من امداداته النفطيه نهائيا.
وهكذا اتخذت القياده المصريه القرار بضروره ضرب الحفار قبل وصوله بايه
طريقه ونظرا لان قناه السويس كانت مغلقه انذاك فى وجهه الملاجه العالميه
كان على الحفار ان يدور حول افريقيا عن طريق الدرب القديم ام ما يطلق عليه
طريق راس الرجاء الصالح، فوضعت المخابرات المصريه خطتها على اساس مهاجمه
الحفار اثناء رسوه باحد الموانئ الافريقيه التى سوف يمر بها للتموين خلال
رحلته الطويله من كندا ،فوضعت اكثر من خطه بديله لتدمير الحفار فى اكثر من
موقع على ان يهاجم اخيرا فى البحر الاحمر فى حال فشل جميع الخطط السابقه
لتدميره بعيدا عن منطقه الصراع العربى الاسرائيلى .
ففى البحر الاحمر كانت هناك سفينتان تعملان فى خدمه حقول البترول لم
تستطيعا عبور قناه السويس قبل اغلاقها عقب حرب سنه 1967 وبقيتا فى مكانهما
هناك ،فصدرت لهم الاوامر بالتوجه الى ميناء (بورسودان) وبقاؤهما فى حاله
استعداد دائم لنقل الضفادع البشريه المصريه ومهاجمه الحفار مره اخرى من
ميناء (مصوع) فى حاله هروبه من كل محاولات الهجوم عليه قبل بلوغ البحر
الاحمر .
ويتذكر اللواء خليفه جودت -قائد عمليه الهجوم على الحفار الاسرائيلى .
احداث تلك العمليه ويقول : لقد تاجلت اكثر من مره وكانت المخابرات المصريه
تتبع الحفار منذ خروجه من كندا حتى وصوله لاولى محطات توقفه فى ميناء
(داكار) حيث كانت الخطه الاولى تقضى بمهاجمته هناك ،وبالفعل كنت هناك
اراقبه فى انتظار وصول باقى افراد المجموعه المكلفه بالعمليه معى فاخذت
ادرس موقع الحفار واستطلع المكان الذى يرسو فيه بالميناء وعندما وصل
الباقون وذهبنا فى الليل للتنفيذ فوجئنا ان الحفار قد غادر الميناء
بالكامل وكانت مفاجاه قاسيه جدا جدا لنا ولكننا استفدنا منها بعد ذلك .
وللمره الثانيه تحركت الضفادع البشريه المصريهللهجوم على الحفار ولكن هذه
المره فى ثانى محطاته فى ميناء (ابيدجان) ويحمل كل منهم متفجراته والالاته
ليطير الى مكان مختلف عن الاخر _ويقول سافرت الى بون ومنها الى روما ثم
الى باريس ثم الى ابيدجان مازال الكلام على لسان اللواء خليفه جودت قائد
العمليه متنكرا فى شخصيه مفتش فى وزاره الخارجيه فى مهمه تفتيش على
السفاره المصريه فى ساحل العاج فى حين حضر الاخرون عبر رحلات نختلفه
متنكرين فى شخصيات اخرى .
وهكذا تجمعت الدفعه الاولى من الضفادع مكونه من ثلاثه افراد وهم : ملازم
اول حسنى الشراكى وملازم اول محمود سعد وضابط صف احمد المصرى وقائدهم
انذاك بالطبع الرائد خليفه جوده فى (ابيدجان) فى انتظار وصول الدفعه
الثانيه كما كان مخططا له ان يقوم بهذه العمليه ثمانيه افراد ويكمل اللواء
خليفه جودت وصلنا (ابيدجان) بعد وصول الحفار بساعات قليله وقدرتب لنا
القائم بالاعمال المصرى زياره استطلاعيه للميناء حيث يرسو الحفار استعدادا
لتنفيذ المهمه فى اليوم التالى حيث كنا فى انتظار وصول باقى المجموعه من
القاهره .
وهناك فى ابيدجان فوجئنا ان اهالى المدينه يستعدون للاحتفال باحد اعيادهم
الدينيه وانهم سوف يقضون الليل كله فى حفلات راقصه ففكرت فى انتهاز تلك
الفرصه السانحه لتنفيذ المهمه وخاصه اننا لم نكن متاكدين من بقاء الحفار
لليله التاليه فاتخذت قرارى بمهاجمه الحفار فى هذه الليله بالقوه الموجوده
والمتاحه دون انتظار وصول باقى القوه من القاهره اى تنفيذ العمليه فى نفس
يوم الوصول الى المدينه .
وينتقل الحديث للسيد اللواء حسنى الشراكى ويقول كم كانت سعادتى بالغه عند
اختيارى لهذه المهمه وخاصه انه فيما بيننا كنا نحسد زملاءنا الذين قامو
بعمليات الهجوم على ميناء (ايلات) وعندما كلفنا بالسفر الى (داكار)
للاغاره على هذف اسرائيلى اعتبرناه تعويض عن عدم المشاركه فى العمليات
السابقه .
ويتذكر الشراكى اطرف موقف تعرض له اثناء تنفيذ هذه المهمه وهى انهم اثناء
استطلاع الميناء قبل تنفيذ المهمه لاحظنا انه محاط بمنطقه غابات ذات اشجار
كثيفه تساقط بعضها داخل الميناء النهرى وجعل المياه كانها مستنقع وليس
ميناء خاصه ان الاهالى الافارقه كانو يزيلون هذه الاشجار ليقيمو منازلهم
مكانها .
وفى تمام الساعه الرابعه صباحا كنا قد انتهينا من تثبيت الالغام تحت جسم
الحفار وضبطنا توقيت الانفجار بعد اربع ساعات وعدنا سباحه مره اخرى الى
الشاطئ وسط الاشجار المتساقطه حولنا ...........وبعدان انتهت المهمه
بالوصول الى الشاطئ فوجئت بالقائد سياده الرائد خليفه جودت يخبرنا باننا
كنا نسبح وسط التماسيح وليس الاشجار كما كنا نعتقد...
ويلتقط القبطان محمود سعد اطراف الحديث عن التماسيح ويقول كنا نعلم ان
التماسيح تنجذب للالوان الفاتحه بينما كنا نرتدى اطقم سباحه سوداء ومع ذلك
فلو كان احدها قد هاجمنا ما استطعنا النجاه بحياتنا لان الضفدع البشرى
عاده ما يقوم بعمله دون ان يحمل ايه اسلحه للدفاع عن نفسه سوى خنجر صغير
للدفاع عن النفس ومع ذلك لم يكن بداخل ايا منا اى ذره من الخوف او التردد
لان طبيعه عملنا فى الظلام التام باعماق البحار قتلت اى مشاعر للخوف
داخلنا .
ويواصل القبطان محمود سعد ذكرياته عن العمليه التى قام هو وزملاؤه الثلاثه
بتثبيت اربعه الغام وزن الواحد منها 25 كجم على جسم الحفار ثم اسرعو
بالعوده الى حيث كان قائدهم فى انتظارهم وحيث كانت مفاجاه اخرى فى
انتظارهم كذلك.........؟؟؟؟؟
(عندما اقتربنا من الشاطئ اضاء لنا القائد جودت كشافه الصغير بالاشاره
المتفق عليها للخروج وبالفعل اخذنا طريقنا نحو رمال الشاطئ وقبل ان نخرج
تماما فوجئنا باحد الافارقه يهرول فى اتجاهنا وهو يقفز بشكل هستيرى ويصيح
قائلا.....الاشباح........الاشباح....!!!
وتوقعنا ان ينكشف الامر وتفشل المهمه لولا رباطه جاش القائد الذى صاح فيه
بقوه ان يبتعد عن المكان فورا حتى لا تؤذيه الاشباح - فقد كان سكان ساحل
العاج وربما مازالو يؤمنون بالسحر والشعوذه والارواح الشريره _ ثم هجم
عليه مستغلا حاله الرعب والفزع والذهول التى تسيطر عليه واسرع بتقييده حتى
لايصيح وينبه سكان المنطقه الى وجودنا والذى كان كفيلا بالقضاء على
العمليه تماما . )
وبعد الوصول للمنزل الامن يسابق الجميع الزمن لجمع كافه متعلقاتهم من
المنزل والتاكد من عدم ترك اى اثر لوجودهم فيه والاسراع نحو مطار
(ابيدجان) ليستقلو الطائره المتجهه لباريس فى صباح اليوم التالى....
وهناك وقبل ان تقلع الطائره كان مندوب السفاره المصريه يقف خارج اسوار
المطار ليشير لهم بعلامه النصر بعد ان انفجرت الالغام الاربعه ودوت اصوات
انفجارها على بعد سبعه كيلو مترات من الميناء .
ومن الطريف ان الضفادع البشريه المصريه والتى قامت بتنفيذ المهمه كانت فى
طريقها الى القاهره بينما كان باقى زملاؤهم باقى افراد المجموعه كانو قد
وصلو الى ابيدجان دون ان يعلمو ان المهمه التى حضرو لها قد تمت بالفعل .
ورغم حرص القياده المصريه على البقاء بعيدا عن هذه العمليه اما الراى
العام العالمى ، الا ان الاسرائيلين كانو يدركون تماما انه لم يكن حادثا
عرضيا بل كان تخريبا متعمدا وكانو متاكدين ان المخابرات المصريه هى الكيان
الاكثر تنظيما وصاحب المصلحه الاولىوهى التى تقف وراؤه، خاصه بعد ان عثرت
اجهزة التحقيق فى ساحل العاج على احد اجهزة الاتصال اللاسلكى الخاص
بالضفادع البشريه المصريه واستدلت منه على ان المصريين هم المضطلعين بهذا
التخريب .
ومع ذلك فعندما عادت قوة الضفادع البشريه المصريه الى ارض الوطن وقبل انا
يحتفلو بنصرهم الكبير وصلت الانباء على ان البحريه الاسرائيليه قد نجحت فى
سحب الحفار الى احد الاحواض الجافه الخاصه باصلاح السفن وكان الحفار قد
مال على احد جانبيه لاصلاحه........وكان هذا الحوض فى دوله جديده وهى دوله
(غانا)
ويتجه الرائد خليفه جودت قائد المجموعه الى (غانا) ليقف على حاله الحفار
عن قرب بينما عكفت المخابرات المصريه على وضع الخطط البديله لاعاده ضرب
الحفار مره اخرى اذا ما نجحت محاولات اصلاحه .
ويعود الحديث مره اخرى الى اللواء خليفه جودت ويقول عندما وصلت الى (غانا)
تنكرت فى زى عامل ميكانيكى كى اتمكن من دخول ورشه اصلاح السفن والتى كان
اصلاح الحفار يتم بداخلها وتمكنت فعلا من التسلل والنزول بنفسي تحت جسم
الحفار لكى ارى اثر الانفجار الذى صنعه رجالى وتاكدت من اصابه جسم الحفار
بالعطب وكان عباره عن فتحه كبيره على شكل دائره نصف قطرها حوالى المتر
وكانت هناك محاولات مستميته من المسئولين والعاملين بالورشه لاصلاح الحفار
واعادته الى حالته الاصليه وبالتالى الى التشغيل فمكثت نحو اسبوع كامل
داخل الورشه قمت خلالها بدراسه موقع الحفار وحالته ومراحل اصلاحه ثم عدت
مره اخرى الى القاهره لوضع الخطط البديله بالاتفاق مع قياده المخابرات
المصريه .
وفى اجراء فى منتهى الجراه والاصرار يقوم رجال الضفادع البشريه المصريه
بوضع معداتهم واجهزتهم داخل طرود دبلوماسيه تم شحنها الى دوله نيجريا
بينما تم استدعاء احدى سفن الصيد المصريه فى اعالى البحار كى تعمل امام
سواحل (لاجوس) بدعوى عقد اتفاقيه لفتح اسواق لبيع الاسماك فى نيجيريا ،
وذلك بهدف استخدامها فى خروج زوارق الضفادع البشريه المصريه منها لمهاجمه
الحفار مره اخرى بمجرد التقاط اشاره تفيد بنزوله مره اخرى للمحيط فى حاله
النجاح فى اصلاحه.
ويستطرد اللواء خليفه جودت شارحا:بالفعل ظلت المجموعه 32 يوم فى لاجوس فى
انتظار انتهاء عمليه اصلاح بدن الحفار وكلما مر يوم كلما ازداد القلق على
العمليه التى لم تكتمل وفى اليوم الثالث والاثلاثون اعلنت السلطات الغانيه
فشلها فى اصلاح وتعويم الحفار الاسرائيلى نظرا للاصابه البالغه التى لحقت
به واعلنت عن نيتها وعزمها بيعه فى مزاد علنى للخرده.
وعقب نجاح هذه العمليه واضافتها لقرينتها ايلات فى الذاكره الاسرائيليه
بدات اسرائيل فى اتباع نظام خاص لتامين وحداتها البحريه والتى تتواجد خارج
المياه الاقليميه الاسرائيليه او تلك التى توجد فى اعالى البحار حتى
المراكب التجاريه وزودتها بفرق خاصه مسلحه لتامينها الامر الذى يعكس تفوق
المخابرات العامه المصريه وكذا سلاح البحريه المصرى هذا من جهه ومن حهه
اخرى ادى الى انهيار الروح المعنويه للجيش والبحريه الاسرائيليه.
الجبهه العسكريه من اسرائيل ؛تميزت بنشاط بحرى واسع اضطلعت فيه البحريه
المصريه بكافه فروعها بعبء الدفاع عن حدود مصر ومياهها الاقليميه من جهه
والقيام بعمليات واسعه داخل المياه الاقليميه للعدو الاسرائيلى؛ فكانت
عمليه اغراق المدمره ايلات فى اكتوبر سنه 1967 ومن بعدها اغراق الغواصه
داكار فى يناير سنه 1968 ثم جاءت بعدها عمليه تسلل رجال الضفادع البشريه
المصريه الى ميناء ايلات وضربه ثلاث مرات متتاليه لتتوج جهود رجال البحريه
المصريه وتسجل لهم مجدا من فخار فى تلك الفتره الصعبه من تاريخها .
وبعيدا عن المياه الاقليميه المصريه انطلق رجال الضفادع البشريه المصريه
يحملون معداتهم والاتهم صوب المياه العميقه اما سواحل ابيدجان بساحل العاج
بغرب افريقيا حيث كانت المخابرات المصريه ترصد بحرص شديد الحفار (كيتنج)
الذى استاجرته اسرائيل ليعمل فى حقول البترول المصريه بالبحر الاحمر والتى
استولت عليها عقب حرب سنه 1967 وذلك فى محاوله لاجبار المصريين على قبول
احد الامرين : اما ان تقوم اسرائيل باستنزاف البترول المصرى امام اعين
المصريين واما ان يرفض المصريين ذلك ويحاولون مهاجمه حقول البترول المصريه
الاسيره والتى تديرها اسرائيل لصالحها وهو ما كانت تريده بالضبط لكى تتخذ
منه ذريعه لمهاجمه حقل (مرجان) البترولى الحقل البترولى الوحيد الباقى فى
يد مصر حتى يحرم الجيش المصرى من امداداته النفطيه نهائيا.
وهكذا اتخذت القياده المصريه القرار بضروره ضرب الحفار قبل وصوله بايه
طريقه ونظرا لان قناه السويس كانت مغلقه انذاك فى وجهه الملاجه العالميه
كان على الحفار ان يدور حول افريقيا عن طريق الدرب القديم ام ما يطلق عليه
طريق راس الرجاء الصالح، فوضعت المخابرات المصريه خطتها على اساس مهاجمه
الحفار اثناء رسوه باحد الموانئ الافريقيه التى سوف يمر بها للتموين خلال
رحلته الطويله من كندا ،فوضعت اكثر من خطه بديله لتدمير الحفار فى اكثر من
موقع على ان يهاجم اخيرا فى البحر الاحمر فى حال فشل جميع الخطط السابقه
لتدميره بعيدا عن منطقه الصراع العربى الاسرائيلى .
ففى البحر الاحمر كانت هناك سفينتان تعملان فى خدمه حقول البترول لم
تستطيعا عبور قناه السويس قبل اغلاقها عقب حرب سنه 1967 وبقيتا فى مكانهما
هناك ،فصدرت لهم الاوامر بالتوجه الى ميناء (بورسودان) وبقاؤهما فى حاله
استعداد دائم لنقل الضفادع البشريه المصريه ومهاجمه الحفار مره اخرى من
ميناء (مصوع) فى حاله هروبه من كل محاولات الهجوم عليه قبل بلوغ البحر
الاحمر .
ويتذكر اللواء خليفه جودت -قائد عمليه الهجوم على الحفار الاسرائيلى .
احداث تلك العمليه ويقول : لقد تاجلت اكثر من مره وكانت المخابرات المصريه
تتبع الحفار منذ خروجه من كندا حتى وصوله لاولى محطات توقفه فى ميناء
(داكار) حيث كانت الخطه الاولى تقضى بمهاجمته هناك ،وبالفعل كنت هناك
اراقبه فى انتظار وصول باقى افراد المجموعه المكلفه بالعمليه معى فاخذت
ادرس موقع الحفار واستطلع المكان الذى يرسو فيه بالميناء وعندما وصل
الباقون وذهبنا فى الليل للتنفيذ فوجئنا ان الحفار قد غادر الميناء
بالكامل وكانت مفاجاه قاسيه جدا جدا لنا ولكننا استفدنا منها بعد ذلك .
وللمره الثانيه تحركت الضفادع البشريه المصريهللهجوم على الحفار ولكن هذه
المره فى ثانى محطاته فى ميناء (ابيدجان) ويحمل كل منهم متفجراته والالاته
ليطير الى مكان مختلف عن الاخر _ويقول سافرت الى بون ومنها الى روما ثم
الى باريس ثم الى ابيدجان مازال الكلام على لسان اللواء خليفه جودت قائد
العمليه متنكرا فى شخصيه مفتش فى وزاره الخارجيه فى مهمه تفتيش على
السفاره المصريه فى ساحل العاج فى حين حضر الاخرون عبر رحلات نختلفه
متنكرين فى شخصيات اخرى .
وهكذا تجمعت الدفعه الاولى من الضفادع مكونه من ثلاثه افراد وهم : ملازم
اول حسنى الشراكى وملازم اول محمود سعد وضابط صف احمد المصرى وقائدهم
انذاك بالطبع الرائد خليفه جوده فى (ابيدجان) فى انتظار وصول الدفعه
الثانيه كما كان مخططا له ان يقوم بهذه العمليه ثمانيه افراد ويكمل اللواء
خليفه جودت وصلنا (ابيدجان) بعد وصول الحفار بساعات قليله وقدرتب لنا
القائم بالاعمال المصرى زياره استطلاعيه للميناء حيث يرسو الحفار استعدادا
لتنفيذ المهمه فى اليوم التالى حيث كنا فى انتظار وصول باقى المجموعه من
القاهره .
وهناك فى ابيدجان فوجئنا ان اهالى المدينه يستعدون للاحتفال باحد اعيادهم
الدينيه وانهم سوف يقضون الليل كله فى حفلات راقصه ففكرت فى انتهاز تلك
الفرصه السانحه لتنفيذ المهمه وخاصه اننا لم نكن متاكدين من بقاء الحفار
لليله التاليه فاتخذت قرارى بمهاجمه الحفار فى هذه الليله بالقوه الموجوده
والمتاحه دون انتظار وصول باقى القوه من القاهره اى تنفيذ العمليه فى نفس
يوم الوصول الى المدينه .
وينتقل الحديث للسيد اللواء حسنى الشراكى ويقول كم كانت سعادتى بالغه عند
اختيارى لهذه المهمه وخاصه انه فيما بيننا كنا نحسد زملاءنا الذين قامو
بعمليات الهجوم على ميناء (ايلات) وعندما كلفنا بالسفر الى (داكار)
للاغاره على هذف اسرائيلى اعتبرناه تعويض عن عدم المشاركه فى العمليات
السابقه .
ويتذكر الشراكى اطرف موقف تعرض له اثناء تنفيذ هذه المهمه وهى انهم اثناء
استطلاع الميناء قبل تنفيذ المهمه لاحظنا انه محاط بمنطقه غابات ذات اشجار
كثيفه تساقط بعضها داخل الميناء النهرى وجعل المياه كانها مستنقع وليس
ميناء خاصه ان الاهالى الافارقه كانو يزيلون هذه الاشجار ليقيمو منازلهم
مكانها .
وفى تمام الساعه الرابعه صباحا كنا قد انتهينا من تثبيت الالغام تحت جسم
الحفار وضبطنا توقيت الانفجار بعد اربع ساعات وعدنا سباحه مره اخرى الى
الشاطئ وسط الاشجار المتساقطه حولنا ...........وبعدان انتهت المهمه
بالوصول الى الشاطئ فوجئت بالقائد سياده الرائد خليفه جودت يخبرنا باننا
كنا نسبح وسط التماسيح وليس الاشجار كما كنا نعتقد...
ويلتقط القبطان محمود سعد اطراف الحديث عن التماسيح ويقول كنا نعلم ان
التماسيح تنجذب للالوان الفاتحه بينما كنا نرتدى اطقم سباحه سوداء ومع ذلك
فلو كان احدها قد هاجمنا ما استطعنا النجاه بحياتنا لان الضفدع البشرى
عاده ما يقوم بعمله دون ان يحمل ايه اسلحه للدفاع عن نفسه سوى خنجر صغير
للدفاع عن النفس ومع ذلك لم يكن بداخل ايا منا اى ذره من الخوف او التردد
لان طبيعه عملنا فى الظلام التام باعماق البحار قتلت اى مشاعر للخوف
داخلنا .
ويواصل القبطان محمود سعد ذكرياته عن العمليه التى قام هو وزملاؤه الثلاثه
بتثبيت اربعه الغام وزن الواحد منها 25 كجم على جسم الحفار ثم اسرعو
بالعوده الى حيث كان قائدهم فى انتظارهم وحيث كانت مفاجاه اخرى فى
انتظارهم كذلك.........؟؟؟؟؟
(عندما اقتربنا من الشاطئ اضاء لنا القائد جودت كشافه الصغير بالاشاره
المتفق عليها للخروج وبالفعل اخذنا طريقنا نحو رمال الشاطئ وقبل ان نخرج
تماما فوجئنا باحد الافارقه يهرول فى اتجاهنا وهو يقفز بشكل هستيرى ويصيح
قائلا.....الاشباح........الاشباح....!!!
وتوقعنا ان ينكشف الامر وتفشل المهمه لولا رباطه جاش القائد الذى صاح فيه
بقوه ان يبتعد عن المكان فورا حتى لا تؤذيه الاشباح - فقد كان سكان ساحل
العاج وربما مازالو يؤمنون بالسحر والشعوذه والارواح الشريره _ ثم هجم
عليه مستغلا حاله الرعب والفزع والذهول التى تسيطر عليه واسرع بتقييده حتى
لايصيح وينبه سكان المنطقه الى وجودنا والذى كان كفيلا بالقضاء على
العمليه تماما . )
وبعد الوصول للمنزل الامن يسابق الجميع الزمن لجمع كافه متعلقاتهم من
المنزل والتاكد من عدم ترك اى اثر لوجودهم فيه والاسراع نحو مطار
(ابيدجان) ليستقلو الطائره المتجهه لباريس فى صباح اليوم التالى....
وهناك وقبل ان تقلع الطائره كان مندوب السفاره المصريه يقف خارج اسوار
المطار ليشير لهم بعلامه النصر بعد ان انفجرت الالغام الاربعه ودوت اصوات
انفجارها على بعد سبعه كيلو مترات من الميناء .
ومن الطريف ان الضفادع البشريه المصريه والتى قامت بتنفيذ المهمه كانت فى
طريقها الى القاهره بينما كان باقى زملاؤهم باقى افراد المجموعه كانو قد
وصلو الى ابيدجان دون ان يعلمو ان المهمه التى حضرو لها قد تمت بالفعل .
ورغم حرص القياده المصريه على البقاء بعيدا عن هذه العمليه اما الراى
العام العالمى ، الا ان الاسرائيلين كانو يدركون تماما انه لم يكن حادثا
عرضيا بل كان تخريبا متعمدا وكانو متاكدين ان المخابرات المصريه هى الكيان
الاكثر تنظيما وصاحب المصلحه الاولىوهى التى تقف وراؤه، خاصه بعد ان عثرت
اجهزة التحقيق فى ساحل العاج على احد اجهزة الاتصال اللاسلكى الخاص
بالضفادع البشريه المصريه واستدلت منه على ان المصريين هم المضطلعين بهذا
التخريب .
ومع ذلك فعندما عادت قوة الضفادع البشريه المصريه الى ارض الوطن وقبل انا
يحتفلو بنصرهم الكبير وصلت الانباء على ان البحريه الاسرائيليه قد نجحت فى
سحب الحفار الى احد الاحواض الجافه الخاصه باصلاح السفن وكان الحفار قد
مال على احد جانبيه لاصلاحه........وكان هذا الحوض فى دوله جديده وهى دوله
(غانا)
ويتجه الرائد خليفه جودت قائد المجموعه الى (غانا) ليقف على حاله الحفار
عن قرب بينما عكفت المخابرات المصريه على وضع الخطط البديله لاعاده ضرب
الحفار مره اخرى اذا ما نجحت محاولات اصلاحه .
ويعود الحديث مره اخرى الى اللواء خليفه جودت ويقول عندما وصلت الى (غانا)
تنكرت فى زى عامل ميكانيكى كى اتمكن من دخول ورشه اصلاح السفن والتى كان
اصلاح الحفار يتم بداخلها وتمكنت فعلا من التسلل والنزول بنفسي تحت جسم
الحفار لكى ارى اثر الانفجار الذى صنعه رجالى وتاكدت من اصابه جسم الحفار
بالعطب وكان عباره عن فتحه كبيره على شكل دائره نصف قطرها حوالى المتر
وكانت هناك محاولات مستميته من المسئولين والعاملين بالورشه لاصلاح الحفار
واعادته الى حالته الاصليه وبالتالى الى التشغيل فمكثت نحو اسبوع كامل
داخل الورشه قمت خلالها بدراسه موقع الحفار وحالته ومراحل اصلاحه ثم عدت
مره اخرى الى القاهره لوضع الخطط البديله بالاتفاق مع قياده المخابرات
المصريه .
وفى اجراء فى منتهى الجراه والاصرار يقوم رجال الضفادع البشريه المصريه
بوضع معداتهم واجهزتهم داخل طرود دبلوماسيه تم شحنها الى دوله نيجريا
بينما تم استدعاء احدى سفن الصيد المصريه فى اعالى البحار كى تعمل امام
سواحل (لاجوس) بدعوى عقد اتفاقيه لفتح اسواق لبيع الاسماك فى نيجيريا ،
وذلك بهدف استخدامها فى خروج زوارق الضفادع البشريه المصريه منها لمهاجمه
الحفار مره اخرى بمجرد التقاط اشاره تفيد بنزوله مره اخرى للمحيط فى حاله
النجاح فى اصلاحه.
ويستطرد اللواء خليفه جودت شارحا:بالفعل ظلت المجموعه 32 يوم فى لاجوس فى
انتظار انتهاء عمليه اصلاح بدن الحفار وكلما مر يوم كلما ازداد القلق على
العمليه التى لم تكتمل وفى اليوم الثالث والاثلاثون اعلنت السلطات الغانيه
فشلها فى اصلاح وتعويم الحفار الاسرائيلى نظرا للاصابه البالغه التى لحقت
به واعلنت عن نيتها وعزمها بيعه فى مزاد علنى للخرده.
وعقب نجاح هذه العمليه واضافتها لقرينتها ايلات فى الذاكره الاسرائيليه
بدات اسرائيل فى اتباع نظام خاص لتامين وحداتها البحريه والتى تتواجد خارج
المياه الاقليميه الاسرائيليه او تلك التى توجد فى اعالى البحار حتى
المراكب التجاريه وزودتها بفرق خاصه مسلحه لتامينها الامر الذى يعكس تفوق
المخابرات العامه المصريه وكذا سلاح البحريه المصرى هذا من جهه ومن حهه
اخرى ادى الى انهيار الروح المعنويه للجيش والبحريه الاسرائيليه.